jeudi 18 juillet 2013

هل من حلول لتونس يا أبناء الثورة ؟



سأحاول أن أشرح لكم وجهة نظري بكل وضوح و اختصار.
الشعب التونسي يعاني من 8 معضلات أساسية :

1 - القيام بثورة شعبية دون قيادات و من زعموا أنهم جديرين بتحمل المسؤولية و تعهدوا بمواصلة المشوار الثوري عبر قنوات السياسة (الترويكا و حتى أحزاب المعارضة) نقضوا عهودهم و فشلوا في تحقيق أي هدف من أهدافنا ، بل بالعكس حققوا الكثير من أهداف الثورة المضادة و النظام المافيوزي الحاكم .
2 - القبول بقانون انتخابي (التصويت على القائمات في دائرة انتخابية واسعة مع احتساب أكبر البقايا) يجعل الأحزاب تهيمن على الحياة السياسية وهي في الغالب لا تمثل إلا أنفسها و قد كنت شاهدا شخصيا على الكيفية التي تكونت بها تلك القائمات و آخر ما كان يتم النظر فيه هو التوجهات الفكرية و القناعات ، بل كانت تشكل بالمعارف و المحاباة و .... 
3 - التوغل في نقاشات إيديولوجية عقيمة لا تحل المشاكل بل تزيدها تعقيدا و تجعلنا نترك كل ما يجب أن نتفق عليه كشعب يحمي وطنه و سيادته و نغرق في خلافات أزلية و عادية هي في الحقيقة محسومة منذ قرون.
4 - خيانة الطبقة السياسية للشعب في عدة مجالات و عدم مصارحته بحقيقة 14  جانفي و بالقناصة و عدم فتح الأرشيف و التهرب من واجب المحاسبة و التورط في عودة رموز النظام السابق وعدم تفكيك المافيات التي تنخر البلاد.


5 - خيانة الطبقة السياسية التي لم تحافظ على موارد الشعب و تسامحت مع السراق و تركتهم ينعمون بسرقاتهم سوى داخل أو خارج الوطن. و لم يكتفوا بذلك بل ورطوا البلاد في المزيد من القروض و الصفقات المشبوهة و إلى حد هته الساعة نحن لا نعرف ماهي مواردنا النفطية و الغازية و ما هي مخزوناتنا منها و ما هي تفاصيل العقود المبرمة مع الشركات الكبرى ؟

6  - تصرف الأطراف المختلفة على الساحة السياسية كما لو كانت الشرعية الحقيقية تمنح من الخارج و لا تستمد من الداخل ، من الإرادة الشعبية و نلاحظ بكل وضوح أن مسودة الدستور الأخيرة غامضة جدا عندما يتعلق الأمر بالديمقراطية التشاركية و بالا مركزية و الغريب في الأمر أن نوابنا المحترمون و مهما كانت أحزابهم لا يتطرقون إلا للفصل 1 4 1  و للأحكام الإنتقالية و يطالبون بالتعجيل بالإنتخابات دون فتح الأرشيف و مصارحة الشعب بحقيقة وطنه و قيادته.

7 - الكثير من الوقائع تبين لنا أن الطبقة السياسية و الإعلام و رجال الأعمال و الأجهزة الأمنية و القيادات النقابية و الحزبية (البعض أو الكثير من كل شريحة و لا يجب التعميم) تشتغل بتنسيق مستمر مع جهات خارجية و مخابراتية بتمويل أجنبي لتحقيق أهداف غير معلنة و لا تخدم مصالح الشعب التونسي.

8- الكثير من الوقائع تبين لنا أن الطبقة السياسية الحالية في غالبيتها الساحقة لا تعرف من الديمقراطية إلا الإسم و هي في الحقيقة نشأت و تعلمت و ترعرعت على النفاق و التزوير و التمويل الخارجي بغطاء حقوقي.

التونسي مسلم منذ 14 قرن و المساجد في كل حي و في كل زنقة ، الآذان يدوي من الشمال إلى الجنوب و من الشرق إلى الغرب. التونسي الذي يستهلك الخمر و يفعل كل المبيقات لما تسأله لماذا يفعل ذلك و إلى متى ؟ غالبا ما يجيب أنه يتمنى الهداية و في الغالب بعد وقت يقصر أو يطول و إن لم تباغته الموت ، الله يهديه هو و غيره و هم كلهم مسلمون و يشهدون.





تجار الدين الخبثاء لا يمثلون إلا قلة قليلة


تجار بورقيبة و الدساترة الوسخين الذين لطخت أيديهم بالدماء لا يمثلون الا قلة قليلة



العملاء الذين يريدون بيع الوطن و التفريط في مصالح الشعب ليسوا إلا قلة قليلة.




السراق الكبار زعماء المافيات ليسو الا قلة قليلة




 



الشعب الشريف الذي في غالبيته يعاني الغلب و الفقر و الذل و الظلم هو الأغلبية القصوى و عليه أن يعلم أن لا قوة تستطيع قمعه إن قرر فرض إرادته.

السياسيون يتصارعون على السلطة أما نحن فنتصارع لنعيش و لذلك ففي مصلحتنا كلنا مهما كانت مرجعياتنا التعامل مع الواقع الحالي الذي هو كما يلي :
1- طبقة سياسية فاشلة لا تمثل الشعب و ليست معنية بمصالحه و بمشاكله.
2- حكومة و منظومة متواطئة مع الفساد و متورطة أو على الأقل مسؤولة على إخلالات خطيرة تمس بأمن الوطن مثل تدفق الأسلحة و تهريب السلع و المخدرات و العملة الصعبة و التعامل مع بعض المنحرفين المحترفين.
3- إدارة و مرافق عمومية ذات عقيدة مصلحية ضيقة و ليست وطنية في كثير من الأحيان حيث يتم تسبيق المصالح الشخصية و العائلية و الجهوية و الخارجية و الحزبية و العقائدية على المصلحة الوطنية العليا في حالات عديدة..

لذلك وجب علينا ، نحن ، الشعب التونسي الشريف المهمش الذي قام بالثورة أن :
- نجتمع حول المبادئ الأساسية التي توحدنا و تمثل المصلحة العليا للوطن (الديمقراطية التشاركية الفعلية ، اللا-مركزية الحقيقية ، استعادة سيادة القرار الوطني و تحقيق الإستقلال الفعلي ، حماية ثروات البلاد ، تأميم البنوك و المنشآت الستراتيجية (اتصالات ، تزويد ، طاقة ، مياه ، آثار ، تراث ، غابات ، بذور ، صناعة أدوية في متناول الجميع ....)
- نفرز ورقات تحدد أهدافنا و طموحاتنا و خطة عمل واضحة المعالم و حسب سلم زمني دقيق
- نفرز قيادة و فريق عمل و تنسيقيات في جميع الميادين والجهات تكون كل أعمالها متوجهة نحو حماية الشعب من تجاوزات السلطة و تقديم اقتراحات و مشاريع قوانين ترتكز على دراسات ميدانية لتغيير الأوضاع بصفة جذرية
- نفرز فريق عمل يعمل على الإعلام و على المعلوماتية و على التنسيق لتوحيد المواقف و نشرها
- نفرز فريق عمل يعمل على التمويل و التصرف في الموارد المالية
-  نفرز فريق عمل يعمل على التصرف في الموارد البشرية لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب
- نفرز فريق عمل يعمل على النظام الداخلي و آليات احترامه و تحديد العقوبات مع وضع آليات تنفيذها
- نفرز فريق عمل يعمل على التنظيم و على وضع الآليات التي تمكن المجموعة من العمل في نفس الإتجاه بجميع مكوناتها (Processus - Procédure - Organisation - fiches de fonctions- documentation, etc..)

أما الباقي و الأهم فهي تكوين فرق عمل ميدانية و قطاعية في كل الجهات تستمع للمواطنين ، تدون مشاكلهم ، تستمع للمسؤولين و تدون أيضا مشاكلهم لتحديد المسؤوليات و تقديم مقترحات عملية و حلول ناجعة مع فضح سوء النية و دناءة الممارسات إن وجدت.

حان الوقت لتفرز الثورة تمثيلية حقيقية ، فاعلة ترجع الأمور إلى مجاريها و تعود إلى شعاراتها الأصلية :
شغل ،حرية ، كرامة وطنية
التجمع على برة RCD Dégage
التشغيل إستحقاق يا عصابة السراق


ثورتنا متواصلة ، أردنا التفويض لغيرنا حتى يحققوا أهدافنا و خلناهم جديرين بذلك لكننا أخطأنا و الحل ليس في الإستقالة و ليس في الإعتراف بهزيمة افتراضية بل الحل في المواجهة بالأساليب القانونية و السلمية المتاحة و في الأخذ بزمام الأمور كمجموعة شجاعة و مسؤولة لن تستسلم أبدا و قادرة على التأثير الفعلي على واقعها و تغيير الأوضاع عبر عمل مدروس و دؤوب يرتكز على أهداف نبيلة تخدم الشعب التونسي بجميع أطيافه.

بعض شباب الثورة استسلم الى اليأس و البعض انخرط في أحزاب و لم يقدر على مقاطعتها و البعض انخرط في الصراع العقائدي و نسي أننا في هته المرحلة مصلحتنا واحدة و كل ما نطمح إليه لا يختلف حوله تونسي :
- سيادتنا
- ثرواتنا
- كرامتنا و حريتنا كأشخاص و كشعب و كوطن
- حقنا كشعب في العدل و دولة المؤسسات و القانون الحقيقية و حقنا في الشفافية و النزاهة و حسن التصرف في موارد المجموعة الوطنية و حقنا في احترام حقوقنا الإنسانية و مواطنتنا و احترام إرادتنا عبر آليات عادلة و شفافة و ديمقراطية تعكس الإرادة الحقيقية للشعب دون تزوير أو شراء أصوات أو تدليس.

يجب على شباب الثورة بالخصوص و على المواطن عامة أن يدرك أن أهدافنا واحدة و أن يرجع إلى مربط الفرس و أصل المشاكل و يترك جانبا الخلافات الفلسفية و العقائدية التي لم تطرح أثناء الثورة أبدا و التي تمثل هدفا ثانويا لأننا نريد وضع آليات ديمقراطية تمكن كل مواطن و كل فئة من المجتمع من ممارسة دياناتها و طقوسها و عاداتها بكل حرية مع احترام الآخرين و القانون. نحن نسعى لبناء مجال سياسي وطني يسمح للشعب باختيار مصيره مع ضمان حقوق الأقليات و منع الإستبداد في المستقبل من أي طرف كان و مهما كانت مرجعيته.

حان الوقت يا أبناء الثورة ، لقد تأملتم في المشهد جيدا و وصلتم في غالبيتكم إلى نفس النتائج و لا خيار لديكم غير الأخذ بزمام الأمور و سحب الثقة من كل المتملقين و المتسلقين و التجار بجميع أصنافهم.

الوطن وطننا و الدين ديننا و المستقبل مستقبلنا.

لا تمرد و لا تملق و لا استقواء بالأجنبي و لا نفاق و لا تخريب و لا فتنة بل عمل دؤوب لتوحيد القوى و الأهداف و الأعمال في سبيل تحقيق أهداف الثورة الأصلية و المتفق حولها. هذا هو دور أبناء الثورة و لا ملاذ لنا كلنا غير توحيد جهودنا و تحمل مسؤوليتنا التاريخية.

الله المستعان.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire